قصه الساعة الرملية،، الجزء الأول

الجزء الاول ..
لما كل هذا الالم الذى حل بى.. الم تستطع هى ان تنتظرنى حتى اكون نفسى وادق على بابها ،هى السبب قبلت بأول من دق بابها ولكن لم اكن انا الطارق،لقد كنا رائعين سوياً ،وبأول شجار بيننا تتركنى وتختار ذلك الاحمق بالطبع لم يجبرها اهلها ، كل ذلك خطئى انا ، انا باندا احمق مهدد بالانقراض ، تباً انا اهذى واحاول انا اقول كلام ذا معانٍ عميقه ولا ادرى بتعبيراتى كفانى ندما .. انا المغفل الذى احبها كيف لى انا احب فتاه تبلغ ١٨ عاماً انها اصغر منى بعامان ، سهوت عن ذلك هى لم تعجب بى حتى لقد اجبرتها هرموناتها على الظن بأنها تملك مشاعر نحوى ، هذا السيناريو مكرر ومحروق تحب شخص وتتزوج من شخص اخر وبأول شجار بينها وبين زوجها ستحن لايام مراهقتها معى ،
ربما لم احبها حقا  ربما بسبب طول علاقتها معى فقط ، فقد بدأت علاقتنا منذ  ان كانت هى بالسادسه عشر من العمر وانا فى عمر الثامنه عشر ...
هييح لماذا افكر فيها كلما وضعت رأسى على وسادتى، فعلا احسد اولائك الذين ينامون بدون تفكير فى اى شئ ، بمجرد وضع رؤسهم ينامون .
الا تكفينى اصوات الكلاب التى تعوى يوميا الساعه الواحده فى هذا الوقت ، بل يزيد عليها افكارى وهمومى .
مهلا لم تنبح الكلاب اليوم !
اتى صوت العويل من الخارج :هو هو هووواع .
ها قد نبحت لم تخيب ظنى ها هى ، وبالتالى سيصحو رضيع جيراننا مطلقاً صراخ اصخب من صراخ المعذبين فى صَقر :واااء وااائع واه واااااء.
ستتشاجر القطط الان : واايو نياااو واااخ، لا ادرى اهذا شجار ام نواح قط خانته حبيبته وتزوجت اخر مثلى.
سمعت صوت محرك سياره يهدئ استعداداً لتوقف السياره ،كم اتمنى لو استطيع ايقاف دقات قلبى كما يستطيع السائق ايقاف محرك سيارته  ، وتبع المحرك صوت طرطشت مياه داست فيها عجلات السياره ، بعد بضع دقائق سمعت صوت دق الباب انتظرت احدهم ليفتح الباب ناسياً  انهم يحضرون عرسها، عرس حبيبتى كلهم ابى وامى واخواى الاثنان. هه مضطر للقيام لفتح بابا القطب الشمالى ذاك ، لست مستعد حقيقةً لترك غطائى الدافئ لا سأبقى ، ولكن اصبح صوت دقات الباب اعلى عن ذى قبل ..فأندفعت عن سريرى هائج صاباً جام غضبى على الطارق الاحمق الذى يدق الباب هكذا .
قلتت: ميييين .
لم يرد ، قلتها مره اخرى :''مين البغل الى بيخبط''وفتحت الباب .
وجدته بغل حقا رجل زنجى يرتدى بدله توكسيدو لا يقل سواد لونها عن لون وجهه ، عضلاته مفتوله انفه افطس عيناه جاده قاتمه، جاده صابه نظرها على.
قلت بحرج: احم احم ..لامؤاخذه مين حضرتك .
من الغريب ان ارى رجل كهذا فى قريتنا اللباس الرسمى هنا الجلباب اما الطارق الذى يغطينى بظله ويسد الباب يبدو كحارس شخصى ،اظن فريق الزمالك سيفيده اضافه هذا الرجل لمنع الاهداف كما يمنع الهواء البارد من الدخول هنا.
رأيت على وجهه شبح ابتسامه عندما سألته وضيق عينيه  ورفع قبضته فى وجهى محولا كل شئ لاسود مثل لون وجهه وفقدت وعى .
فقدت وعى ومع ذلك بقيت حواسى مركزه معه بعد ان جرنى جراً الى سيارته .
سمعته يقول فى الهاتف : ايوه لقيت شاب ينفع للمهمه دى يا باشا ...حاضر هكون عندك فى اسرع وقت .
****
سكب ماء بارد على وجهى ايقظنى من اغمائى ، كان الفاعل ذلك الزنجى الذى لم اعرف اسمه ولا سبب فعلته بعد .
زعق شيخ كبير فى السن معه وقال بصوت يوحى بالخبث : اتركو يا ملعون لك يلعنك الله كيف تعامله هيك .
تخبطت اسنان فكى العلوى والسفلى ببعضهما وانا امسح المكان ببصرى هناك رجل طويل امامى تخرج من انفه سحابتى دخان وفى يده اليمنى سيجار مِن الذى لا اراه الا على شاشه التلفاز ، قال ذلك الرجل بنبره صوت حاده : حمدالله ع السلامه يااا ....
رددت عليه واسنانى تتخبط ببعضها من البرد والرطوبه حولى : ع ..عو ..عمر ..عاا ..عواد ... عمر عواد .
قلت اسمى كاملاً لا اعلم لما ولكنه اخافنى مثل ما كنت اخاف من اساتذتى فى الصغر .
وقال الرجل مشفقاً على ، على ما اظن : سورى يا عمر هو الحمار ده مبيعرفش يتعامل مع الناس المحترمه الى زيك .
قلت  : ده بغل ..
_هاها معاك حق يا عمر هو بغل .
اسند البغل ..اه.. اقصد، الزنجى الدلو على الارض ونظر نظره ثاقبه صوبى وقال: تؤمرنى بحاجه يا نسيم باشا .
رد عليه: لا شكرا تقدر تتفضل بره .
نظرت حولى متبيناً اين انا بالضبط ، على ما اظن انا فى منزل عادى ولكنى لا ارى اى اثاث والارض خلع السيراميك والبلاط منها.
عاد لى الشيخ ذو اللغه العربيه المدبلجه التى اراها فى المسلسلات الهنديه الاوفر المليئه بالتصنع وقال : ما تفزع يا ابنى الدار امان وراح فهمك كل شى .
واكمل : بظن انك ذكى وشكل المكان بيظهر ان نحنا بنحفر لاثار ،اى فعلا هو هيك بس جربنا وذبحنا اطفال مشان تفتح و... .
اتسعت حدقتى  عينى من الخوف على رقبتى من الذبح.
ولكن قال الرجل : هاهاهاه ما تخاف ما راح اذبحك بس المقبره اتفتحت المشكله انو اول ما حدا يدخل تقفل عليه ونلاقيه ميت ، المقبره بدها حدا قلبه
صافى مثلك مانو طمعان فى ذهب ... انت مو طمعان ف  دهب ابنى مش هيك ؟؟ .
ابتلعت ريقى وما ذلت مشدوها خائفاً مذ ان قال عن ذبحهم للاطفال.
 وقلت: اه اه اكيد مش طمعان .
وقال نسيم باشا للشيخ:  هو ولد كويس وهيسمع الكلام ،ونظر لى واكمل :مش كده يا عمُر .
رددت عليه بعد فتره من الصمت ناظراً له : اه كده بس حضارتكم عايزين منى ايه .
امسك الشيخ بكتفى ورفعنى لاقف على قدمى وخلع عبائته وقال لى خذها لتدفئك استمعت له وفعلت ذلك .
ونادى الشيخ بعلو صوته قائلاً : لؤى ..يا لؤى .
دخل البغل الزنجى متجاوباً للنداء ، من الغريب ان يملك اسما كهذا ، واعطى الشيخ مخطوط ملفوف فى يده وقال : المكان جاهز دلوقتى يا باشا العمال حفرو وفتحو المقبره تانى ، كان فى حجر مصعب المهمه دى بس دبحنا طفل تانى والحجر انزاح .
اومأ الشيخ برأسه ونظر لى انا المتوتر وسأل : كم عمرك عُمر . اجبت : ٢٠ سنه .
سألنى مره اخرى عن دراستى قلت له فى الصف الثانى فى كليه الزراعه ، على الارجح هو يفتح معى كلام واحاديث لطمئنتى ولكن سرعان ما توغل للامر المهم ، وفتح المخطوط كان به رسم ليد مزغرفه .
وقال لى : ما بدى اى شئ غير هاد الايد اذا لمست اى شى تانى بينهار المكان عليك ... فاهم .
قلت راجى الا ابلل سروالى : فاهم .
واكمل : وما تحاول تمسكها بأيدك هاد بتكون ايد السيمائى اى شى بتلمسه يتحول لذهب .
سألته مدهُشاً عن ما هيه السيمائى وقال انه رجل عند الفراعنه قديما كان اى شئ يلمسه يحوله لذهب .
نفث نسيم باشا دخان سيجاره على وقال : خده يا لؤى وصله عند المقبرة .
لا ارى اى انسجام بين الشيخ وهؤلاء الرجال ، ويبدو ان لنسيم باشا اليد العليا فى الامر والنهى هنا ، سحبنى الزنجى المدعو لؤى من كتفى تجاه الغرفه المجاوره كان بها اربعه عمال متكئين على سجاده حمراء كبيره مكتوب عليها (بشاير بشبرا الخيمه )  وفى اخر الحجره مرميه معاويلهم ومعدات الحفر .
تكلم لؤى وزجر فيهم : قومو دلوقتى كفايه راحه .
اجابه الرجل الاول ذو الجلباب المهترئ وقال : قومو يا رجاله خلينا نخلص .
قام ثلاثتهم ورفعو السجاده ، ليكشف عن باب يشبه باب القبو ، قال لهم لؤى : افتحو الباب.
 امسك اثنين منهما بمقبض الباب الحديدى وشداه ، فور فتح الباب اطلقت رأحه كريهه تشبه رأحه الاموات وسلالم المكان مليئه بالدماء البشريه .
سمعت دقات باب الحجره ودخل الشيخ ومد على قفاز ابيض وقال : متل ما خبرتك ما تمسكه بأيدك .
اومأت برأسى له واخذت القفاز من يده وارتديته واعطانى لؤى مصباح جاز ، نزلت وانا مشمئز من الرأحه ولا اكف عن السعال وصلت بنهايه السلم ، امامى باب كبير ملئ بزخارف ورسومات فرعونيه حاولت دفعه ولم يستجب امسكت مقبضه وشددته علي فانفتح دلف الى الداخل اتأمل المكان المدخل مقوس ومرسوم على الحائط الواقع على يسارى جسدين بشريان ورئوسهم رؤ ذئاب وثالثهم رجل يرتدى الزى الفرعونى ويمسك بيمناه مفتاح الحياه واسفلهم الكثير من الكتابات باللغه الهيروغليفية ، والحائط الذى على يمينى عليه رجل يرتدى قبعه صخمه ويمسك بجناحى ذهبيان لامرأه ترتدى اللون الابيض ساجده امامه ، اما الحائط امامى عليه بمنتصفه باب على يمينه رسم نبات النخيل وعلى يسار شجره ، وفجأه انغلق الباب الخارجى وانا سارح فى هذا الملكوت ، تقدمت للامام ماراً بالباب الداخلى ، المكان ملئ بالذهب والتماثيل الكبيره والصغيره ولكن اكبرهم الملتصق بالحائط ؛ تمثال حجرى مغمض العينين وله يد ذهبيه مرفوعه ورسغها خشبى ، اغرانى الذهب حولى ولكن خفت ان ينهار المكان على ، اقتربت من التمثال الكبير لاحظت على رأسه حروف مميزه الحرف الاول عباره عن خط منصف لاربع دوائر فوقه واربع تحته واثنين على كلا الجانبين ، الحرف الثانى عباره عن خط علو واخر سفلى وداخله خطين مائلان ، الثالث عباره عن حبل طويل عمودى بمنتصفه دائره ، الرابع والخامس ريشه وبجانبها رأس بجعه ، والاخير نفس الحرف الثانى ، جذبنى بجانب التمثال فرده حذاء استغربت لوجودها ها هنا عندما اقتربت سقطت على مؤخرتى مرعوبا كان ذلك هيكل عظمى يرتدى ملابس ، هدأ روعى عندما علمت انه مجرد هيكل وقمت نفضت ملابسى ، رأيت فوق الهيكل ساعه رمليه زجاجيه ثابته فى الحائط كأنها جزء منه ، ولكن الرمال عالقه فوق به ، رأيت بجانب الهيكل ايضا ً كراس مهترئ فتحته وقرأت :** هذا هو الاكتشاف الذى ظننت انه سيفوق اكتشاف مقبره توت عنخ امون اثنان من اهم اسرار الفراعنه يد السيمائى والساعه الرمليه ، اليد التى تحول اى شئ تلمسه لذهب ، والساعه الرمليه التى كانت السبب فى فوز الفراعنه فى كثير من الحروب فهمت من ترجمه المكتوب على الجدران ان وظيفه الساعه كلما خسر الفراعنه فى حرب اعادت الوقت من قبل بدأ الحرب فيقوم الملك بالتخطيط ومعرفه السبب فى الخساره وكلما خسرو فى الحرب وماتو عاد الزمن لقبل بدأ الحرب ويتوقف الزمن عن التكرار عندما يفوزون ، لم اعرف كيفيه تشغيل الساعه فلو عرفت كنت خرجت من هنا ووجدت نفسى فى الفندق اخطط للتنقيب على الاثار ومستعد للقدوم هنا من البدايه ولكن لم استطع حل اللغز الذى هو (كسر خساره القلوب تجبره الساعة بخوضها فى الدروب ) (كسر على كسر يُعلم الدروس )
هكذا تعمل الساعه وتتوقف عندما تفوز فى حربك .**
تركت الكراس، فاتحاًً فاهى من هول ما قرأت، يد تحول كل ما تلمسه لذهب ! ساعه تعيد الوقت ! مهلاً ساعه تكرر وتعيد الوقت !!!؟
ولكن كيف تعمل ... (كسر خساره القلوب تجبره الساعة بخوضها فى الدروب ) (كسر على كسر يُعلم الدروس ) .. اه ولكن كيف يحل هذا اللغز ... قررت سحب الساعه لمعرفه كيفيه عملها وضعتى يدى عليها وسحبتها بحذر شديد ،خوف من ان يتزعزع المكان ، هه اخرجتها لم يجرى اى شئ .
فجأه وجدت المكان يهتز بى والساعه فى يمناى ، وهناك صوت صريخ مدوى ، لا اعلم ما افعل ، ليس امامى الا الساعه ولكن كيف تعمل  ...(كسر خساره القلوب تجبره الساعة بخوضها فى الدروب ) (كسر على كسر يُعلم الدروس ) ...صوت عصام الشوالى ارتفع برأسى ...كسر ...كسر ....كسر .، هناك حجر ضخم يكاد يهوى على وجهى لم اشعر بالساعه وهى تسقط من يدى وتنكسر .
الحجر اتٍ على :لااااااااااااااا
نهايه الجزء الاول من (الساعه الرمليه) ...
#روايه_الساعه_الرملية