التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من 2020

الجنة الضائعة

20 ايار / مايو عام 1506 , في احد القصور الفخمة في مدينة بلد الوليد (Valladolid ) الاسبانية, تمدد رجل خمسيني على احد الاسرة و هو يحدق بعينيه المرهقتين الى السماء الزرقاء المطلة من احدى النوافذ الصغيرة العربية الطراز , كان كريستوفر كولمبوس يعاني سكرات الموت بسبب قلبه المريض , و في تلك اللحظات الاخيرة و الحرجة من حياته يبدو من المستحيل ان نجزم بما كان يدور في رأسه , الا ان انجازه التاريخي الكبير لم يكن غائبا عن باله حتما , فرغم ان الرجل و حتى الرمق الاخير من حياته كان يظن بأنه قد اكتشف الساحل الغربي للهند , لكنه مع هذا يبقى رسميا المكتشف الاول للقارة الامريكية , و ستظل هذه المعلومة التاريخية تدرس للطلاب الصغار في ارجاء العالم و لمئات السنين , الا انه و منذ منتصف القرن المنصرم , و مع ولع الناس المتزايد بقصص ما وراء الطبيعة , كالصحون الطائرة و قارة اطلانطس و الغرائب الموجودة في بعض الحضارات القديمة , اخذ بعض الباحثين يتحدثون عن اناس سبقوا كريستوفر كولمبوس بمئات و الاف السنين في اكتشافهم لأمريكا , و راجت الكتب و المقالات التي تتحدث عن سفن فرعونية و سومرية و فينيقية و رومانية حطت رحالها

تجربة فيلادلفيا

قصتنا تبدأ في خمسينيات القرن المنصرم مع عالم الفلك موريس جيسوب الذي كان مهتما بدراسة الظواهر الغريبة والخارجة عن المألوف وقام بتأليف ونشر كتاب يدعى قضية الأطباق الطائرة " The Case for the UFO" حاول فيه الكشف عن ظاهرة الأطباق الطائرة ومناقشتها من جوانب مختلفة , و قد لاقى كتابه نجاحا باهرا , خصوصا في تلك الفترة حيث كانت حمى الأطباق الطائرة في أوج انتشارها وكانت الصحف والجرائد لا تخلو من قصص رصد ورؤية تلك الأجسام الغامضة حتى أن وزارة الدفاع الأمريكية أوعزت لسلاح الجو بدراسة وتحري تلك الظاهرة بناء على مشاهدات بعض طياريه . وخلال تلك الفترة , في عام 1955 , وصل ظرف غامض إلى مكتب بحوث البحرية(ONR) , كان خاليا من العنوان وكتبت عليه عبارة : "عيد فصح سعيد" , وفي داخله كانت هناك عدة نسخ من كتاب جيسوب حول الأطباق الطائرة وقد دونت عليها ملاحظات وتحليلات وافتراضات بثلاث ألوان وثلاث خطوط يد مختلفة . ماذا حوت الملاحظات؟ في الحقيقة هناك جدل كبير حول طبيعة تلك الملاحظات , لكن المؤمنين بوجود الأطباق الطائرة وبحدوث تجربة فيلادلفيا يعتقدون بأن تلك الملاحظات حوت على معلومات هامة جدا

الكائنات الفضائية

الزوجان هيل لم يكونا زوجان عاديان إذ غالبا ما كانت تتوجه إليهما الأنظار و تتبعهما الهمسات أينما حلا و رحلا , ليس لعاهة جسدية أو مشكلة أخلاقية , لكن لأنهما من عرقين مختلفين , فبارني رجل أميركي اسود و زوجته بيتي امرأة بيضاء , و هذا الزواج المختلط كان أمرا نادرا في الولايات المتحدة في مطلع الستينات من القرن المنصرم حين كان السود مازالوا يناضلون ضد التمييز العنصري. كان بارني في سن التاسعة و الثلاثين و يعمل كموظف في دائرة البريد أما بيتي فكانت في الواحدة و الأربعين و تعمل في مجال الخدمة الاجتماعية. لم يكن لدى الزوجين أطفال و كانا يعيشان حياة هادئة في منزل صغير في مدينة بورتسموث الأمريكية. في عام 1961 قرر الزوجان القيام برحلة استجمام إلى كندا بواسطة سيارتهما الخاصة مصطحبين كلبهم معهم , استمرت الرحلة لمدة أسبوعين زارا خلالها شلالات نياجارا و مدينة مونتريال ثم قفلا عائدين إلى منزلهما في الولايات المتحدة. أثناء رحلة العودة , في ليلة 19 أيلول / سبتمبر , كان بارني يقود سيارته على احد الطرق السريعة في ولاية نيوهامبشاير الأمريكية , كانت هناك غابة كثيفة تحيط بجانبي الطريق و كانت السماء صافية ي

لعنة الفراعنة

عام 1922 كان عاما استثنائيا لا ينسى في عالم الآثار المصرية، ففي تلك السنة توصل المنقب البريطاني هاورد كارتر إلى اكتشاف قبر الفرعون توت عنخ آمون بعد سنوات طويلة ومضنية من البحث والتنقيب في وادي الملوك بالأقصر، وبعد أن كاد اليأس يتسلل إلى قلبه وقلب مموليه. وأهمية هذا الاكتشاف لا تنبع من شخصية صاحب القبر، أي الفرعون توت، ذلك الفرعون الشاب الذي توج حاكما مطلقا لمصر وهو لم يزل طفلا في التاسعة من عمره، ولم يمتد حكمه سوى لسنوات معدودة، إذ وافته المنية قبل بلوغه عامه التاسع عشر، فلم يكن عهده ذو أهمية بالغة في تاريخ مصر القديمة كما هو الحال مع عهد والده المثير للجدل الفرعون أخناتون الذي هز أركان عصره بتغييره لدين وعاصمة الدولة. لكن على الرغم من أن الفرعون توت لم يكن فرعونا عظيما على وزن رمسيس الثاني وتحتمس الثالث، إلا إن أهمية قبره تكمن في حقيقة كونه أول قبر ملكي فرعوني تنجو كنوزه بالكامل من سرقة وعبث لصوص المقابر. وقد كانت تلك الكنوز من الروعة والبهاء والبذخ والجمال بحيث خطفت أبصار وأنفاس الناس حول العالم وتحولت سريعا إلى مادة دسمة للكثير من القصص والحكايات والأساطير، أشهرها تلك التي تحد

السفينة الشبح

ماري سليست (Mary Celeste ) هي سفينة شراعية ضخمة تبلغ حمولتها 282 طن , تم بنائها عام 1861 على سواحل كندا و سجلت كسفينة تجارية هناك , كانت سفينة شراعية جميلة و حديثة في زمانها , لكنها كانت منحوسة , فخلال رحلتها البحرية الأولى , لفظ قبطانها الكابتن روبرت ماكلاي وهو ابن مالك السفينة , أنفاسه الأخيرة على سطحها نتيجة إصابته بمرض ذات الرئة , و قد لازمها النحس في رحلتها اللاحقة , إذ اصطدمت بقارب صيد , و في أول رحلة لها عبر الأطلسي اصطدمت بسفينة داخل القناة الانكليزية , ثم أبحرت لعدة سنوات كسفينة لنقل البضائع من و إلى أمريكا الجنوبية , و في إحدى رحلاتها تلك تعرضت إلى عاصفة قوية فجنحت عن مسارها و أصيبت بأضرار, و في عام 1868 بيعت إلى شخص أمريكي سجلها في نيويورك تحت اسم ماري سليست ثم ما لبث ان باعها بدوره إلى مجموعة من الشركاء كان احدهم هو بنيامين بريدج الذي أصبح قبطانها و أبحر بها في عدة رحلات تجارية عبر الأطلسي. في 5 تشرين الثاني / نوفمبر 1872 أبحرت ماري سليست من نيويورك , كانت حمولتها تتكون من 1701 برميل من الكحول الخام المرسل إلى ايطاليا , و كان طاقمها يتألف من عشرة أشخاص هم القبطان بنيا

(مسخ المسكين(فرانكشتاين

من منا لم يشاهد شخصية فرانكنشتاين (Frankenstein ) في السينما أو على شاشة التلفاز، ذلك المسخ الضخم ذو السحنة الشاحبة والملامح الجامدة الذي تملئ الغرز والقطب وجهه وجسده كأنه دمية جمعت أجزاءها على عجل. مشيته وحركاته مميزة كأنه إنسان آلي، وهو شديد الخجل من شكله وهيئته، لذلك يفضل التواري في الأماكن المظلمة والمهجورة بعيدا عن أعين الناس الفضولية والمتطفلة.. أنه مسخ مخيف ومسكين في آن واحد، اخترعه شاب عبقري يدعى "فيكتور فرانكنشتاين" بعد أن لملم وجمع أجزاءه من جثث الموتى وبث فيه الحياة باستخدام الصواعق. لكن حين دبت الحياة أخيرا في المسخ، ندم فيكتور بشدة لما صنعت يداه، فقد شاهد فيه عملاقا بشعا ترتعد منه الفرائص فتركه وحيدا وهجره، ولهذا طغت على نفس ذلك المخلوق المنبوذ مشاعر ملئوها الكراهية والسخط والغضب من "خالقه" القاسي، ولم تلبث أن تحولت تلك المشاعر إلى انتقام فظيع سيودى في النهاية بحياة الاثنين .. المسخ وصانعه. شخصية فرانكنشتاين نالت قسطا وافرا من الشهرة منذ ظهورها لأول مرة في رواية حملت نفس العنوان نشرت في لندن عام 1818 وهي من تأليف شابة مغمورة في الثامنة عشر من عمره

عازف المزمار السحر بايد بيبر من هاملن

عازف المزمار من هاملن (Pied Piper of Hamelin ) هي حكاية من التراث الألماني نالت قسطا وافرا من الشهرة العالمية بعد أن كتب ونظم عنها أدباء وشعراء كبار أمثال جوته والأخوان غريم والشاعر روبرت براوننغ. وهي في مجملها لا تختلف كثيرا عن غيرها من الحكايات الشعبية التي تعتمد على السحر والخوارق للقفز فوق أسوار الممكن والمعقول. ولا أحسب بأن قارئها للمرة الأولى سيرى فيها أكثر من مجرد حكاية خرافية تنطوي على شيء من الموعظة التي تدور حول عاقبة البخل والنكث بالعهود، بيد أن هذا الانطباع الأولي قد لا يكون صادقا تماما، فالحكاية بحسب بعض الوثائق التاريخية ليست مجرد خرافة وخيال، لكنها انعكاس باهت ومشوش لوقائع جرت بالفعل قبل قرون بعيدة، وقائع تبعثرت وضاعت مجرياتها وتفاصيلها تحت عجلة الزمن التي لا تتوقف أبدا عن الدوران فلم يتبق منها في النهاية سوى شظايا مبعثرة سنحاول جمعها معا في هذه المقالة .. لكن دعونا نطلع على تفاصيل الحكاية أولا .. حكاية عازف المزمار القصة باختصار تتحدث عن مدينة هاملن الألمانية الواقعة على ضفاف نهر فيسر والتي غزتها الجرذان فجأة بأعداد كبيرة حتى ضاق السكان ذرعا بها وأوشكوا بسببها على

التحكم بالعقول (Mk ultra)

المشروع السرى Mk ultra في حقبة الثلاثينات من القرن المنصرم شيد النازيون العديد من معسكرات الاعتقال في ألمانيا و أرسلوا إليها جميع من تم تصنيفهم كخطر على نظامهم القمعي أو على نظرية نقاء العرق الآري الألماني لذلك سرعان ما اكتظت هذه المعتقلات بأعداد كبيرة من المعارضين السياسيين و اليهود و الغجر و العاهرات و مثليي الجنس ثم أضيف إليهم لاحقا الملايين من أسرى جنود الحلفاء خاصة في بداية الحرب العالمية الثانية حين حققت الجيوش الألمانية النازية انتصارات كبيرة على جميع الجبهات. و بعد انتهاء الحرب بهزيمة النازية عام 1945 , كشف الحلفاء المنتصرين عن الكثير من الجرائم البشعة التي اقترفت داخل السجون و المعتقلات الألمانية و منها إعدام الملايين من البشر في عنابر الغاز سيئة الصيت إضافة إلى ملايين أخرى فارقت الحياة نتيجة سوء التغذية و تفشي الأمراض. و من الجرائم التي ركز الحلفاء عليها و طبلوا لها باعتبارها دليلا قاطعا على وحشية النظام النازي هي التجارب و الاختبارات التي أجراها العلماء و الأطباء الألمان على السجناء داخل المعتقلات و التي راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء (راجع قصة ملاك ال