كُنت واقع في الحُب لأسوأ درجة مُمكنة ، حاولت كتير أجبر نفسي إني أبطل تفكير فيها ، مش قادر آكل من غير ما أفكّر فيها ، مش قادر أسمع موسيقي من غير ما أفتكر الموسيقي بتاعتها ، حتي المنبه لمّا بيرن الصُبح بيفكرني إني هبدأ يوم جديد في حياتي البائسة من غير وجودها في حياتي
لو حاولت أنساها و أقاوم ذكرياتي أو حاولت أستسلم لذكرياتي و أفكر فيها النتيجة واحدة ، حاولت أبعدها عن تفكيري و أبطل أفكر فيها ، كان عندي أمل إنها ترجعلي تاني في يوم من الأيام
سابتني عشان نيكولا
كانت دايمًا بتكلمني عنه لمّا كُنا سوا ، كانت بتقول إنه مُجرد صديق و إني مش لازم أغير منه و في النهاية خانتني معاه و سابتني لوحدي
فكرة إنها خانتني كانت فكرة المفروض تخليني أبعد عنها و أكرهها بسهولة ، لكن أنا مش قادر أنساها و لا أبطل تفكير فيها ، مش قادر أعيش من غيرها ، حياتي كُلها بتتدمر ، مش قادر أمثل إني بخير أكتر من كده
.
سايباني بقالها شهرين ، بدأت أحاول أكون شُجاع و أبطل تعلق بيها ، بطلت أرد علي إتصالاتها ، بطلت أرد علي إيميلاتها أو رسايلها ، بس حياتي كُلها إتدمرت ، مش بقول كده كمُبرر للي هيحصل أو كدافع للي هعمله ، أنا بس بحكيلكم اللي حصل
واحد من أقوي مُضادات الإكتئاب و واحد من أقوي الحبوب المنومة اللي في العالم ، أعتقد إن شريط من ده و شريط من كده كافيين جدًا لإنهاء الموضوع ، وسيلة سهلة و مريحة للإنتحار و بدون ألم ، هنام و مش هصحي تاني
نمت علي السرير و بدأت أحس بالإعياء و فضلت أفكر فيها لحّد ما النوم غلبني ، كُنت مُتأكد إني مش هصحي تاني ، عشان كده لكم أن تتخيلوا حجم دهشتي لمّا صحيت من النوم في سريري !
أنا آخد شريطين حبوب قويين ، إزاي لسه حي و ممُتش لحد دلوقتي ؟ ، أنا مش حاسس حتي بالغثيان أو بالدوخة ، معنديش الشجاعة إني أجرب الإنتحار تاني بطريقة تانية ، مش هقدر أعمل كده تاني ، إبتسمت لمّا فكرت إن ربنا إداني فرصة تانية أحافظ فيها علي حياتي
.
أول فكرة جت في دماغي هيّ إني أتأكد لو الفرصة التانية دي جتلي و أنا لسّه بحبها ، فتحت اللاب توب بتاعي و فتحت صفحة الفيس بوك بتاعتها ، قررت أبص لصورتها و أشوف هحس بإيه من ناحيتها
لسّه حاسس بنفس الضعف و نفس الشعور من ناحيتها للأسف !
بس لاحظت ملاحظة غريبة جدًا ، صفحتها مليانة تعليقات و بوستات مواساة و ترحُم !
( كنتي ملاك و رجعتي لربنا تاني )
( أنا حزين علي اللي حصل جدًا )
( لو فيه حاجة أقدر أعملها عشان أساعد يا ريت تبلغوني )
بصيت علي آخر بوست هيّ كتبته إمبارح و ده اللي كان مكتوب :
" أنا نيكولا ، آسف إني ببلغكم خبر زي ده ، بس آليس ماتت إمبارح مُنتحرة بعد ما أخدت شريطين أدوية مُختلفين ، الصُبح كانت فاقدة العي في البيت و لمّا طلبنا الإسعاف كان الوقت فات ، أنا آسف "
كُنت مُندهش و خايف ، آليس ماتت مُنتحرة بشريطين أدوية مُختلفين !
بالظبط زي ما أنا عملت ، معقول تكون صدفة ؟ ، بس إن صُدفة زي دي تحصل بنفس التفاصيل و نفس اليوم و بنفس الطريقة !
سمعت صوت حد بيخبط علي الباب بعُنف ، كُنت هفتح الباب لكن العُنف اللي بيخبطوا بيه خلاني فكرت ، سعت صوت حد بيقول بصوت عالي : " شُرطة ... إفتح الباب "
الخوف خلاني أقف مكاني مش قادر أتحرك ، معقول أنا المسؤول عن موت آليس ! ، هل أنا ليّا يد في اللي حصل !!؟ ، مكُنتش هقدر أواجههم و أنا متوتر و خايف بالشكل ده ، كده مُمكن يشكوا فيّا بالإضافة لإحساسي إني المسؤول عن موتها لمّا قررت أنتحر بالحبوب المُخدرة ، ساكن في الدور الأرضي فكان سهل عليّا آخد مفاتيح عربيتي و أنُط من الشباك
مش عارف هروح فين ، فتحت باب عربيتي و قبل ما أركب سمعت صوت قوي بيقول بغضب : " شُرطة ... إثبت مكانك ! "
خرجوا من البيت و بدأوا يجروا ورايا ، نطيت في عربيتي بسُرعة و جريت بيها بأقصي سرعة ، عارف إني كُنت بتصرف غلط و عارف إني كان لازم أقف و أتكلم معاهم ، بس أنا لسّه مش عارف آليس ماتت إزاي و خايف يكون بسببي و أقضي باقي حياتي في السجن
عربية الشُرطة كانت ورايا ، السارينة بتاعتها صوتها عالي و مُزعج ، كُنت خايف و بتنفس بصعوبة ، الحي مألوف بالنسبة ليّا ، كُنت عارف المفروض أهرب منهم إزاي بس بمجرد ما أعدي الجسر ده و أطلع علي الطريق السريع ، هُمّا كانوا عارفين إني لو مشيت علي الطريق السريع ، هقدر أهرب منهم بسهولة ، بدأوا و أنا علي الجسر يحاولوا يوقفوني ، خبطوا العربية من ورا برفق ، حاولت أتجنبهم لكن كانت النتيجة إن العربيتين إتقلبوا ، عربيتهم وقعت خارج الجسر و أنا مكُنتش رابط الحزام فجسمي خرج من العربية علي الأرض ، أصبت بكدمات بس علي الأقل كُنت حي برغم إن العربية إتدمرت تمامًا !
بصيت من علي سور الكوبري ، عربية الشُرطة كانت مقلوبة علي ضهرها و متدمرة تمامًا ، و أنا بطريقة ما كُنت سليم تمامًا !!
بدأت تتكون جوايا نظرية مجنونة ....
لمّا أخدت الحبوب عشان أنتحر و أنا بفكر في آليس ... آليس ماتت مُنتحرة بحبوب مُخدرة
لمّا العربية إتقلبت بيّا و أنا بفكر في الشُرطة ... عربيتهم إتقلبت برا الكوبري و إتدمرت تمامًا و أكيد ماتوا جواها
سمعت صوت سارينة شُرطة تانية من بعيد ، كان لازم أمشي من هنا فورًا و بأقصي سُرعة
.
كان لازم أختبر نظريتي مرة واحدة علي الأقل عشان أتأكد إنها صح ، هل أنا موهوب بقوة خارقة مكُنتش أعرف عنها حاجة ! ، كُنت بفكر في آليكس و أنا بنتحر فإنتحرت ... كُنت بفكر في الشُرطة و أنا بتقلب بالعربية فعربيتهم إتقلبت و ماتوا ، لازم أتأكد من نظريتي ، لو طلعت صح فأنا هكون إكتسبت قدرة جديدة هقدر أغيّر بيها حياتي ، لو كانت غلط فأنا عاوز أنتحر و مش هخسر حاجة لو خسرت حياتي !
بس هختبر نظريتي علي مين ، مش هقدر أؤذي إنسان بريء عشان أثبت لنفسي نظرية ، أنا مش وحش للدرجة دي ، جه في دماغي نيكولا فورًا ، مين غيره أقدر أجرب عليه النظرية بضمير مرتاح ؟ ، الشخص اللي سرق حبيبتي مني و دمّر حياتي ! ، لو فيه حد يستحق يعاني في حياته فهوّ أولي واحد بده
مشيت و أنا بفكر في الطريقة اللي هختبر بيها نظريتي ، لازم تكون طريقة قاسية و الإنتقام بيها يريّح ضميري ، كُنت عارف هلاقيه فين ، مشيت ناحية شقة آليس و لقيته تحت الشقة فعلا بيحط صندوق في شنطة العربية بتاعته ، مش كفاية إنه سرقها مني و دمر حياتي ، دلوقت بيسرق حاجاتها !
الطريقة الوحيدة اللي هشفي غليلي بيها هيّ النار ، لازم أحرقه !
.
جبت بنزين و بدأت أكبه علي نفسي ، غرقت جسمي كُله بيه ، كان بيحرق عينيّا بس قاومت عشان عينيّا تفضل مفتوحة ، لازم أشوفه و هوّ بيموت و أشفي غليلي ، مشيت ناحيته بخطوات سريعة ، شافني فبصلي بحُزن و هوّ بيقول : " إزيك ... سمعت اللي حصل لآليس ! "
إبتسمت ، الأحمق لسّه ميعرفش أنا هنا ليه ؟! ، سألني بفضول : " إنت مبلول ليه كده ؟ "
إبتسمت أكتر و أنا بقوله : " دا إنتقامي منك عشان أخدت مني آليس "
ولعت الولاعة و رميتها علي الأرض ، النار بدأت من راسي لمّا ولعت الولاعة و بدأت تنتشر في جسمي كُله ، حاولت أتماسك و ما أستسلمش للألم ، لازم أفضل واقف و باصص عليه عشان أشوفه و هوّ بيتحرق و يموت ، سمعته بيصرخ : " النجدة ، النجدة ، ساعدونا ، حد يتصل بالإسعاف أو بالنجدة ، ساعدونا "
صرخت من الألم و سبت جسمي ينهار علي الأرض ، كُنت عارف إني لمّا أفتح هيكون هوّ اللي مات محروق و أنا هكون سليم ، غمضت عينيا و أغمي عليّا فورًا
.
- آليس حست بالذنب بسببي فقررت تنتحر عشان ترتاح من الشعور بالذنب خصوصا إنها مكانتش مرتاحة مع نيكولا
.
- التحريات أثبتت إني قمت بالليل رجعت في حوض الإستحمام و الحبوب كلها نزلت مع القيء و بالتالي خرجت من جسمي و ممُتش
.
- الشرطة مماتوش لمّا العربية إتقلبت بيهم ، قدروا ينقذوهم و كانوا جايين شقتي كإجراء روتيني لعلاقتي بآليس اللي ماتت مش أكتر و لما بدأت أهرب شكوا فيا
.
نيكولا ما إتحرقش ، أنا بس اللي إتحرقت ، نيكولا برغم كل حاجة حاول يطفيني و طلب الإسعاف ، برغم كل حاجة كان شخص طيب و شهم
.
.
.
#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم
تعليقات
إرسال تعليق