*عازف المزمار السحرى *
عازف المزمار السحرى
باد بيبر من هاملن ..حكاية من التراث الألمانى اشتهرت بعد عالميا بعد أن كتب عنها
الكثير من الأدباء والكتاب فى ذلك الوقت مثل "جوتيه" والأخوان
"جريم" والشاعر "روبرت براوننغ"
القصة لا تختلف
إجمالا عن كثر من الحكايات الشعبية التى تعتمد على الأمور الخارقة والسحر وما إالى
ذلك لتتخطى حاجز الممكن والمعقول
أما بالنسبة لغير
المهتمين بخوارق ما وراء الطبيعة فهى مجرد قصة شعبية من التراث الألمانى عن عاقبة
البخل وإخلاف الوعود
وبحسب بعض الوثائق
التاريخية فالقصة ليست مجرد خرافة أو أسطورة ولكنها إنعكاس باهت ومشوش لأحداث حصلت
بالفعل منذ قرون ..
تحكى القصة عن مدينة
هاملن الألمانية الموجودة على ضفاف نهر "فيسر" واللتى احتلتها الفئران فجأة وبأعداد مهولة
وضخمة حاملة الأمراض ومفسدة طعام وشراب أهل المدينة وكذلك تزعج الحيوانات وتنقل لهم الأمراض
لدرجة أن السكان لم يتحملوا الوضع وهموا بالرحيل كليا من المدينة بعد محاولاتهم
المتكررة والفاشلة فى القضاء على هذه الفئران وكمحاولة أخيرة لإنقاذ المدينة أعلن
رئيس البلدية عن مكافأة 1000 قطعة ذهبية لمن يستطيع تخليص المدينة من أسراب
الفئران ..
وبعد وقت قصير من الإعلان ظهر عازف
مزمار غريب يرتدى ملابس المهرجين والذى عرض عليهم المساعده وتخليصهم من الفئران
مقابل الذهب ؛ وأنه قادر على التخلص من أسراب الفئران بواسطة ألحان مزماره السحرى
؛ ولكن سكان هاملن سخروا منه فى بداية الأمر ؛وسرعان ما ندهشوا عنما رأوا الفئران
وهى تخرج من بيوتهم بالجملة تابعة ألحان ذلك العازف والذى قاد أسراب الفئران لضفة
نهر كبير خارج المدينة ..
بعدما نجح العازف فى مهمته طالب
أهل هاملن بالمكافأة التى يستحقها لكن سكان هاملن الجاحدين رفضوا إعطاءه المكافأة
وعلاوة على ذلك اتهموه بالسحر والشعوذة وكادوا أن يزجوا به فى السجن ؛وبسبب غدرهم
قرر عازف المزمار الإنتقام منهم شر انتقام ؛جاء فى اليوم التالى وعزف الحانه
السحرية فى الوقت الذى كان جميع رجال
ونساء المدينة مجتمعين فى دور العبادة (الكنيسة وقتها) ؛ولما سمع أطفال المدينة
ذلك العزف اتبعوه على الفور دون أى مقاومة كالمنومين مغناطيسيا وقاد العازف
الاطفال خارج المدينة وراء جبل كبير واختفى بعد ذلك مع الأطفال للأبد لتكون عقوبة
أهل هاملن الاشد والاقسى عاقبة بخلهم وخلفهم لوعودهم
بعض الاقاويل تشير إالى ان العازف
عاش مع الأطفال داخل الجبل فيما يشبه ممالك الجن بمروجها الخضراء يتمتعوا وأكلوا
ويشربوا فى حدائق الفاكهه والبساتين ..
قدد يعتقد الكثيرين ممن يقرأون هذه
القصه أنها مجرد قصة خرافية ولكن هناك الكثير من الشواهد التاريخية تؤكد صحة
وقوعها بشكل أو باّخر وأن أحداث القصه حدثت بالفعل فى أواخر القرن ال 13 الميلادى
ومن أبرز هذه الشواهد منزل قديم موجود فى وسط هاملن لليوم واسمه منزل عازف المزمار
السحري ؛ وعلى خلاف ما يتوقعه البعض لم يكن هذا المنزل هو منزل عازف المزمار حقا
ولكن ما جعلهم يطلقون عليه ذلك وجود بلاطة سوداء على أحد جوانب المنزل منقوش عليها
العبارة التالية_ (فى 26 يونيو خزران عام 1284 م فى يوم عيد القيدسين "جون
وبول" 130 طفلا من أطفال هاملن خدعوا واقتيدوا خارج المدينة على يد عازف
مزمار يرتدى ملابس مهرج ملونة بعد أن عبروا التلال فى كوبنبيرغ ؛اختفوا للأبد )
كما أن هناك شارع يسمى
"باجيلوسن ستراس" يقال أنه اّخر مكان شوهد فيه الأطفال قبل اختفائهم
ولهذا السبب لا أحد يعزف الموسيقى فى ذلك الشارع احتراما لما حدث
وقد رسم على كنيسة المدينة على أحد
ألواحها الزجاجية ملخصا لما حدث فى تلك الحادثة المأساوية والفريدة
فى النهاية هناك الكثير من
النظريات التى حاولت تفسير منطقية هذه القصة وربطها بأحداث أخرى أكثر واقعية حدثت
فى تلك الأعوام ولكن تبقى خفية الحقيقة ذات غموض خاص جدا .
تعليقات
إرسال تعليق