*التعريف بالسحر(7)*
*تأثير السحر*
سبق القول عن السحر من حيث كونه يتصف بأن له حقيقة أو ليست حقيقية وقد رجحنا القول بأن له حقيقة وهو ما قاله جمهور أهل السنة أما من حيث تأثيره أو عدم تأثيره فالصواب أن له تاثيراً في الخارج بدليل الواقع المشاهد ، ولأن قوله تعالي (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه) يعطي ذلك بوضوح لأنه أثره ويدل عليه أبلغ دلالة ، لأن اسناد التفريق الي السحرة وجعل السحرة سببا فيه يفيد أن للسحر تاثيراً في قلوب الناس بالحب والبغض والجمع والفرقة غير انه قيل أن الساحر لا يقدر علي أكثر مما نصت عليه هذه الاية الكريمة.
وقيل أن ما نصت عليه الاية من التفريق بين المرء وزوجه خرج مخرج الغالب لانه حالة من حالات السحر الذي قدرعلي هذه الحالة يقدر علي غيرها .
وذهب بعض العلماء الي القول بأنه لا تاثير للسحر في في نفسه اصلا لان الله تعالي يقول (وما هم بضارين به من احد الا باذن الله )فهو في نفسه ليس له تاثير ولكن باذن الله تعال يقع التأثير . وهكذا الحال في جانب المنفعة ن وبهذا يكون الخلاف بين القولين في الشكل أي في اللفظ فقط لأن أصحاب القول الأول يقررون أن له تأثيراً في الغير ولكن عند المشيئة الأزلية وأصحاب القول الثاني يقررون أنه لا تاثير له في نفسه بضرورة الحاق النفع أو الضر بالغير الا عند المشيئة .ومعن هذا ان السحر من الاسباب التي توصل الي سبب معين وانه من العلل التي توصل الي معلولاتها حسب ما جرت به العادة وهي قد تتخلف كما تخلف الاحراق بالنار في شان ابراهيم _عليه السلام_ (قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً علي ابراهيم)ومن المعلوم انه ليس من الازم أن يوصل السبب الي المسبب لأن الأمور كلها تجري بمشئة الله تعالي وهي حتمية فما شاء الله تعالي كام وما لم يشأ لم يكن ولو اجتمع الثقلان علي أن يقع غير ما أراداه الله ما استطاعواْ الي ذلك سبيلاً.
أما افهام العامة من الناس من كون نتيجة السحر حتمية فهي أفهام خاطئة لا تمث الحقيقة بصلة ، وانما هي عنوان علي ضعف ايمانهم وقصور افهامهم وأنهم في حاجة ماسة الي ما يقوي عقاءدهم من العلم الصحيح والنظر الثاقب والفكر النير السليم المستقيم. قال الحسن -رضي الله عنه _ من أراد الله تعالي منعه فلا يضره السحر، ومن شاء خلي بينه وبينه فضره، فالسحر من حيث التاثير أشبه بالحسد لا يقع به الضرر الا اذا شاء ري العالمين ، ومما لا شك فيه أن الحسد حق بنص القران الكريم قال تعالي (ومن شر حاسد اذا حسد) ، ولكن الحاسد لا يؤثر في المحسود الا اذا سبق في الازل أن رميه ببصره يصيب هدفاً من اهدافه في المحسود ولو كان كل يؤثر في محسوده ما بقي في هذه الدنيا صاحب نعمه .
تعليقات
إرسال تعليق